الخميس، 5 أغسطس 2010

التعليم في الكويت


من موسوعة ويكيبيديا بتصرف

التعليم في الكويت يعد من أهم المجالات التي ترعاها الدولة حيث يشكل الأنفاق على التعليم ما نسبته 3.8% من إجمالي الناتج القومي للدولة.

وقد نصت المادة الأربعين في الدستور الكويتي:
على أن التعليم حق للكويتيين، تكفله الدولة وفقا للقانون وفي حدود النظام العام والآداب، والتعليم إلزامي مجاني في مراحله الأولى وفقا للقانون.

وقد مر التعليم بمرحلتين :
الأولى
تمثلت بالفترة ما قبل التعليم النظامي وهي التعليم بواسطة الكتاتيب
والثانية
تمثلت بالمدارس النظامية ويرجع تاريخ أولى المدارس النظامية إلى عام ١٩١١م حيث أنشئت أول مدرسة نظامية وهي المدرسة المباركية فكانت النواة التي بني عليها التعليم في الكويت.
وبعد إنشاء المدرسة المباركية تطور التعليم بشكل ملحوظ وانتشرت المدارس في جميع مناطق الكويت. وتوج هذا التطور بتأسيس جامعة الكويت عام ١٩66م

المسجد

يعتبر المسجد -كما في معظم المدن الإسلامية- من أول أبنية المدينة، ولم يقتصر المسجد على الإمامة في الصلاة بل أمتد ليشمل الوعظ وتعليم الدين وقراءة القرآن. ولذلك يعتبر المسجد أول مراحل التعليم في الكويت.

وهناك ما يثبت دور المسجد في نشر العلم في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ففي ذلك الوقت تم نسخ العديد من الكتب والمخطوطات في مدينة الكويت وفيلكا منها كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس والذي قام بنسخه مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم.
كما أنه لم يكن من المعقول أن تكون الكويت مدينة تجارية وأن يتم افتتاح المكاتب التجارية بها كشركة الهند الشرقية (عام 1600) والشركات التجارية الأوروبية (كالهولندية (1601) والفرنسية) دون وجود ناس متعلمين يعرفون الكتابة والقراءة.

ولعل ما يؤكد هذا شهادة المؤرخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي البغدادي عام 1772 حين ذكر: (وقرأت فيها -يقصد الكويت- الحديث في ستة جوامع، نقرأ في الجامع يومين أو ثلاثة فيضيق من كثرة المستمعين، فيلتمسون مني الانتقال إلى أكبر منه. وهكذا حتى استقر الدرس في جامع ابن بحر، وهو جامع كبير على البحر كجامع القمرية في بغداد). ويدل ذلك على اهتمام الكويتيين ودور المسجد في تلقي ونشر العلم.

الكتاتيب
قبل بدء التعليم النظامي في الكويت كانت الدراسة مقتصرة على تعليم القرآن واللغة العربية ومبادئ الحساب عند الكتاتيب. وكان يقام احتفال عند اتمام الطالب لدراسة القرآن الكريم (الختمة
كان الأولاد يتلقون تعليمهم عند الملا بينما البنات عند المطوعة نظير مبلغ مالي صغير يسمى بالخميسية ويقدر بآنة واحدة (ما يساوي حالياً ب4 فلوس). وسمي بالخميسية لأن المبلغ يستحق كل يوم خميس. وللملا مبلغ آخر متفق عليه عندما يختم الطالب القرآن. كما للملا العيدية والفطرة (زكاة الفطر). وكان يستخدم أسلوب الضرب والتهديد والوعيد لترهيب الطالب.

ويذكر أن أول معلم في الكويت كان الشيخ محمد بن فيروز المتوفي عام ١7٢٣ والذي كان يتولى القضاء في تلك الفترة.
كما من أوائل المدرسين الكويتيين السيد عبد الجليل الطبطبائي المتوفى عام 1854.

ولكن لم ينتشر ظهور الكتاتيب إلا في الثلث الأخير من القرن التاسع إبان عهد الشيخ عبد الله بن صباح الصباح.
وأول الكتاتيب المعروفة -قد لا يكون الكتاب الأول- هو كتّاب سليمان ربيع الموسوي المولود في عام ١٨١٢ وقد اتخذ من دارة في فريج الشيوخ (موقع المسجد الكبير حالياً) مقراً للتدريس.
وقد درّس الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وسلمان الصباح وأبناء النقيب. كما من الكتاتيب القديمة هي كتاب حمد عبد الرحمن بودي (مولود عام ١٨٢٠) وكتاب محمد بن سيف (مولود عام ١٨5٣).
ومن أقدم المطوعات (كتاتيب البنات) المعروفات شريفة حسين العلي العمر (ولدت عام ١٨٣١) التي أخذت التعليم عن والدها وأنشأت كتاباً في فريج الصقر نحو عام 1855.
و تلاها كتاب موزة بنت حمادة (ولدت عام ١٨٣6) و كتاب لطيفة محمد الشمالي (ولدت ١٨6٠)


التعليم النظامي

المدرسة المباركية
مثل انشاء المدرسة المباركية عام 1911م البداية الفعلية للتعليم في الكويت. حيث انشئت المدرسة على يد مجموعة من التبرعيين، منهم يوسف بن عيسى القناعي و الشيخ ناصر المبارك الصباح و ياسين الطبطبائي
وفي بدايتها لم تختلف المدرسة المباركية عن الكتاتيب إلا من حيث ضخامة البناء وتقسيم التعليم إلى فصول. فقد شملت مواد التدريس على القراءة والكتابة والحساب. حتى عام 1936-1937 عندما تم تغيير المنهج القديم وبدأ التعليم الجديد بمناهج أكثر موضوعية بواسطة أساتذة جلبوا لهذه المهمة من فلسطين.
وكان عدد المدرسين أربعة وهم :
أحمد شهاب الدين وجابر حديد ومحمد المغربي وخميس نجم.
ولكن كانت تعاني المدرسة المباركية من كثرة تسرب الطلبة خاصة في موسم الغوص على اللؤلؤ وذلك لانشغال الطلبة في مساعدة آبائهم. والجدير بالذكر أن الدراسة في المباركية كانت مستمرة طوال العام دون انقطاع سوى لخمسة عشر يوما خلال فترة الربيع وكانت تسمى بالكشتة.
والجدير بالذكر أن أول إضراب طلابي في الكويت حدث في المدرسة المباركية عام 1945 نتيجه لتغيير المناهج التي كانت يعمل بها منذ عام 1936 مما سبب امتعاض المدرسين والطلبة .

المدرسة الأحمدية
أنشأت المدرسة الأحمدية عام 1921 وكانت امتداداً للإنجازات التي تمت في المدرسة المباركية كما كان إنجازها لاستيعاب عدد الدارسين الجدد.
وفي هذه الفترة طرأت تغييرات كثيرة في التعليم بالكويت. فقد افتتحت أول مدرسة تدرس الإنجليزية وهي مدرسة الإرسالية الأمريكية (عام 1917) كما تم افتتاح أول مكتبة وهي بيت علي العامر (1921).


إنشاء وزارة التربية

نظراً لازدياد عدد المدارس والحاجة لتنظيم التعليم، تم إنشاء مجلس المعارف عام ١٩٣6. فكان هذا المجلس نواة تكوين وزارة التربية. فقد أمر أمير الكويت آنذك الشيخ أحمد الجابر الصباح بإنشاء مجلس للمعارف يتكون من 12 عضو منتخب.
وكان المجلس هو المسؤول عن تمويل التعليم بعد أن كان يعتمد على التبرعات والهبات.
فأمر الشيخ أحمد الجابر باستقطاع ٠.5٪ من قيمة الجمارك لهذا الغرض. فقد حصل المجلس ما مقداره 6٣ ألف روبية هندية
وفي عام ١٩٣٦ تم جلب أربعة مدرسين فلسطينيين كانوا بداية التعليم الحديث في الكويت.
ففي نفس العام بدأ تنظيم السلم التعليمي والذي كان حتى عام ١٩٥٥ غير واضح المعالم.
وفي عام ١٩٣٦ تم تحديد المدرسة المباركية كي تكون مدرسة ابتدائية (ما يعادل المتوسطة حالياً). وقد أضيف لها فصول ثانوية عام ١٩٣٧.
وفي عام ١٩٤٢ تم تطبيق النظام الثانوي لأول مرة.
وتم افتتاح أول مدرسة ثانوية في الكويت عام ١٩٥٣ وهي ثانوية الشويخ (والتي تصبح تالياً جامعة الكويت).
وفي عام ١٩٥٥ أفتتحت روضة المثنى.
وفي نفس العام -إثر التوسع الكبير في عدد المدارس وتنوع مستوياتها- أدخلت تعديلات على السلم التعليمي ليصبح :
رياض الاطفال (سنتين)
والمرحلة الابتدائية (4 سنوات)
والمرحلة المتوسطة (٤ سنوات)
والمرحلة الثانوية (٤ سنوات)
والجدير بالذكر أن السلم التعليمي هذا لم يطرأ عليه أي تعديل حتى الفصل الدراسي ٢٠٠4-٢٠٠5 ليصبح :
رياض الاطفال (سنتين)
والمرحلة الابتدائية (5 سنوات)
والمرحلة المتوسطة (4 سنوات)
والمرحلة الثانوية (3 سنوات(

ولم يقتصر التعليم على الذكور فقط. فقد كانت مدرسة الوسطى أول مدرسة نظامية للإناث عام ١٩٣7. وتبعتها المدرسة القبلية.
وفي عام ١٩5٣ تم أفتتاح ثانوية المرقاب للبنات.
كما أهتم المجلس بذوي الإحتياجات الخاصة فتم تأسيس أول مدرسة (مدرسة النور) لهم عام ١٩٥٥.
كما تم انشاء الكلية الصناعية عام ١٩54 لتأهيل الشباب الكويتي لسوق العمل.

اهتم مجلس المعارف بتطوير التعليم عن طريق ابتعاث طلبة كويتيون لإكمال تحصيلهم العلمي وقد أشترط مجلس المعارف على المبتعثين بأنهم حالما ينتهون من تحصيلهم، يزاولون التدريس بمدارس الكويت
فكانت أول بعثة من الطلاب من خريجي المدرستين المباركية والأحمدية وقد تم إيفادهم إلى الكلية الأعظمية ببغداد تحت إشراف الشيخ نعمان الأعظمي عام 1924. وقد تألفت البعثة من: الشيخ فهد السالم الصباح ومحمود العبدالرزاق الدوسري وخالد سليمان العدساني (وزير تجارة سابقاً) وأحمد بن عمر العلي وعبد الكريم بن محمد العلي وعبد الله العبد اللطيف العبد الجليل وسلمان العنزي.
وكانت أول بعثة للطالبات الكويتيات عام ١٩٥٦ أرسلت إلى القاهرة وتألفت من: نورة الفلاح وشيخة العنجري ونورية الحميضي وفاطمة حسين وليلى حسين ونجيبة جمعة وفضة الخالد.

في عام 1961 بعد الغاء اتفاقية الحماية البريطانية من قبل أمير الكويت آنذك الشيخ عبد الله السالم الصباح تم تشكيل الحكومة الكويتية متظمنة وزارة المعارف والتي تغير مسماها إلى وزارة التربية والتعليم عام 1962 ووزارة التربية عام 1965.
فتم تشكيل مجلس التربية ووضعت الأهداف العامة للوزارة عام 1967.
كما أخذت الوزارة خطوات واضحة لمكافحة الأمية.
وفي عام 1982 تم تأسيس الهيئة العامة للتعليم التطبيقي و التدريب. وشهد عام 1995 تطبيق قانون التعليم الإلزامي للكويتيين.

ومع التطور العمراني والسكاني في الكويت ازدادت أعداد المدارس والطلبة.
حيث أشارت إحصائيات وزارة التربية إلى زيادة كبيرة في عدد الطلبة من حوالي 600 عام 1936 إلى 480,574 عام 2002.
وصاحب هذه الزيادة توسع في أعداد المدارس لتصل إلى 1095 مدرسة لجميع المراحل في عام 2002.
كما أزدادت أعداد الهيئة التدريسية لترتفع من 26 مدرس عام 1936 لتصبح 42,703 قي عام 2002
وتنيجة لجهود الوزارة الحثيثة في القضاء على الأمية، انخفضت نسبة الأمية في الكويت من 57٪ عام 1965 لتصل إلى أقل من 10٪ بين الرجال و6٪ بين النساء.


جامعة الكويت

افتتحت جامعة الكويت عام ١٩66 متضمنة كليتان هما كلية العلوم والآداب. وقد جاءت فكرة إنشاء جامعة في الكويت عام ١٩6٠ عندما دعت الحكومة الكويتية السير إيفور جنجز (مندوب اليونيسكو) والدكتور سليمان حزين (مدير جامعة أسيوط) والدكتور قسطنطين زريق (نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت) لوضع تقرير مفصل عن إمكانية إنشاء الجامعة في الكويت.
وعند افتتاح الجامعة كان عدد الطلبة 4١٨ وعدد هيئة التدريس ٣١. وعلى مدى 4٢ سنة ازداد عدد الطلبة بشكل كبير ليصل إلى ٢6 ألف طالب في ١4 كلية في العام الدراسي ٢٠٠٨-٢٠٠٩.

الهيئة العامة للتعليم التطبيقي و التدريب
تم في عام ١٩7٢ إنشاء إدارة التعليم الفني والمهني كي تقوم بإعداد الشباب الكويتي للعمل الفني والمهني. وقد واجهت هذه الإدارة الكثير من العوائق فتم في عام ١٩٨٢ إنشاء الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بحيث تصبح إدارة التعليم الفني ضمن إدارات الهيئة.[12] وتدير الهيئة حالياً 5 كليات و٩ معاهد تدريبية.

التعليم الأهلي
من الملاحظ مما سبق أن بداية و نواة التعليم النظامي في الكويت كانت نتيجة للمساهمات الشعبية والأهلية. ولكن هذه الفقرة ستدرج التعليم الأهلي الهادف إلى الربح المادي. يعود التعليم الأهلي إلى عام ١٩٢٢ عند تأسيس أول مدرسة نظامية أهلية وهي مدرسة السعادة.
وكانت المكتبة الوطنية أول مكتبة تجارية أسسها محمد أحمد الرويجح. فكانت تحتوي على الكتب العلمية والأدبية وعلى أهم صحف ومجلات القاهرة ودمشق، كما كانت توفر جميع مستلزمات أساتذة طلاب المدرستين المباركية والأحمدية.
وتم تأسيس العديد من المدارس الأهلية الخاصة وقد أصدرت وزارة التربية عام ١٩٦٧ القانون المنظم للتعليم الأهلي. وفي عام ٢٠٠٠ تم السماح بإنشاء الجامعات الخاصة.

التعليم الخاص
اهتمت وزارة التربية منذ بدايتها -متمثلة بمجلس المعارف- بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.
فتم افتتاح مدرسة النور وهي أول مدرسة للتعليم الخاص حيث كانت تعنى بالمكفوفين في عام ١٩٥٥. وتلاها افتتاح معهد الأمل للصم والبكم عام ١٩٥٩.
وأصدرت وزارة التربية القانون رقم ١١ لعام ١٩٦٥ يلزم ذوي الحاجات الخاصة بالتعليم.
فتنص المادة الرابعة من القانون:
الزام ذوي العاهات البدنية أو الحسية «سمعية ـ بصرية ـ عقلية» بالانتظام في مدارس التعليم والتربية الخاصة ماداموا قادرين على متابعة الدراسة بها. وتبع ذلك إفتتاح ٩ مدارس ليبلغ عدد المدارس ١٠ مدارس عام ١٩٧٠. وأرتفع العد ليصل إلى ١٣ مدرسة للبنين والبنات في العام ٢٠٠١.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر قراءة