الأحد، 25 أبريل 2010

زيارة لمدرسة ثانوية في لبنان


كتب .عبدالله القرزعي


زار زميل لي دولة لبنان ؛ ومن محاسن الفضول لدية أن زار مدرسة ثانوية كانت قريبة من مقر سكنه .



صورة (1)

يقول : دخلت المدرسة ومباشرة اتجهت لمكتب المدير .... ووجدته وأشار لي بالجلوس وكان يستخدم الهاتف في مكالمة توقعت أنها عادية فلم يبدو لي متحمساً أو متحفزاً .....!!!
إلى أن قال مدير المدرسة : ولكن يا معالي الوزير !!
ماذا !!! (مدير مدرسة يداول وزير التربية وعبر الهاتف مباشرة في مشكلة شجار بين طالبين في المدرسة)
انتهت المكالمة فأحرجت من المدير واعتذرت له ؛ فأجابني بالترحيب الحار وقال أن الأمر عادي جداً .
يقول صاحبي حاولت الاعتذار مرة أخرى بأنني أتيت دون موعد؛ ودخلت دون سابق انذار ؛ وأنت تستخدم الهاتف في مكالمة هامة ؟؟
رد المدير مبتسماً وقال : (شو فيها لمن أحكي مع الوزير !!! احنا على طول هيك ؛ كل المدارس مرتبطة بالوزير مباشرة ).
قلت : هل كان فحوى مهاتفتكم شجار بين الطلاب ؟
قال : نعم
قلت : أليست المشكلة بسيطة .
قال : نعم
قلت : أويشغل الوزير بمثل تلك المشكلة البسيطة .
قال : لكان هيدا شغلنا وهي مجالنا مو تربية وتعليم وتهزيب.
يقول تنبهت أنني لم أعرفه بنفسي ... وفعلت ورحب بحرارة.
وقال : شو بدك تسأل اسأل .
ومن زحمة الأسئلة : قلت حدثني عن المدرسة والأنظمة والمعلمين والطلاب والمناهج وأولياء الأمور .
ابتسم المدير وقال : بس هيك بسيطه مابنحتاج أكتر من 40 ساعة حكي!!
ركزت في مسألة عرقية البلاد ودياناتها وتنوعها ؟!
فقال : عندي ستة أديان ومذاهب وفرق في المدرسة بين الطلاب والمعلمين ؛ كل واحد له خصوصيته والنظام يذوب الفروق ... وإلا شو.
فرددت : شو .............
فضحك وقال : ماعم بسألك!!
يقول صاحبي من انسجامي بسلاسة حديثه وشفافيته ؛ تداخلت عندي كلمة (شو) هل هي : استفهام أم تعجب أم توكيد ؟؟؟
يقول : شكرته على ساعة أمضيتها معه ؛ وفاض كرمه وعزمني على الغداء ... فشكرته وأخبرته بأن مزودتي (عزبتي ) معي إن رغب خرجنا في أحد الأماكن الجميلة لأعد له القهوة العربية وكبسة الأرز.
كلانا لم يقبل دعوة الأخر


>صورة (2)
وأثناء مغادرتي المدرسة وإذا بطالب من الصف الأول ثانوي يجلس في الساحة وقد خرج جميع الطلاب ولم يخرج هو.
اقتربت منه : وسلمت وعرفته بنفسي .
رد التحية : وسلم وذكر أن اسمه حسام .
سألته : لم لم تخرج .
فأجاب : عم استنا بيي
فاستأذنته أن اطلع على كتبه ودفاتره فرحب .
بدأت بكتاب العلوم .... يا الله ذكرني ببعض مواد دراستي الجامعية ... كتاب مليء بالمصطلحات العلمية والتجريب والبحث وباللغة الانجليزية....
انتقلت لكتاب المطالعة العربية : وما أن فتحت أول موضوع إلا ومقاله لأحد الأدباء (علاقة المراهق بوالديه ) الموضوع الذي بعده (أنت والعولمة) لأديب آخر ...... تعجبت !!!
وسألته فقلت : هل تفهمون تلك المعاني الكبيرة .
فرد قائلاً : لكان عم نستوعبها ونستوعب التحديات كلها.
لاحظت انشغاله عني بحل ورقة عمل لمادة الرياضيات أيضاً رموز وحروف وكتابات باللغة الإنجليزية .
فقلت له : ماشاء الله عليك يبدو أنك جاداً في أداء واجباتك .
فقال : هيدي مو واجب مدرسي ؛ هيدي ورأة عمل للمعلم الخصوصي بعد ساعتين خارج المدرسة !!!!!
قلت : هل أنت ضعيف في دروسك.
رداً مبتسماً وقال : لأ . عم بئوي (بقوي) حالي زياده؛ وخايف كمان المعلم يطعميني أتله (يضربني)....
قلت : أي معلم
قال : المعلم الخصوصي .
قلت : خصوصي ويضربك .
قال : مو ضرب احنا لمن نجي عند معلم خصوصي بيعطينا اتفاقية بعئد (عقد) عم نئراه(نقرأه) يوم كامل وإزا موافئين نوئع ونشتغل.
قلت : طيب وين الأتله (الضرب)
قال : موجوده بالعئد .... اللي مابيحل مسأله ياخذ عليها عصى على يده من المعلم !!
قلت : وتتقبلها بروح رياضية .
قال : لكان مو المسلمون على شروطهم.!!

تعليقي :
استمتعت بحديث زميلي وروايته الهادئة لقصته دون تعليق منه أو تأييد لشيء ورفض آخر.
وأنا هنا أنقل لكم الرواية كما تلقيتها دون أن أفصح عن ما أعجبني فيها وما لم يعجبني .
صورة تستحق أن تقرأ.
تحياتي لكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر قراءة